[postbg=https://i.imgur.com/DcTM2Ng.jpg]
يا قومُ إلى كم ذا التجني يا قَومْ = لا نَومَ لمقلةِ المُعَنّى لا نوم
قد برح بي الوجد فمن يُسْعِفُنِي = ذا وقتكَ يا دمعي فاليومَ اليومْ
أصبحتُ وشاني معربٌ عن شاني = حيَّ الأشواقِ ميّتَ السَّلْوَانِ
يا من نسخ الوَعْدَ بهجرٍ ونأى = فَرِّح أملي بوعد زورٍ ثانِ
ما اسمُ شيءٍ من النّباتِ إذا ما = قَلَبُوهُ وجدْتَهُ حيوانا
وإذا ما صحَّفْتَ ثُلْثَيهِ حاشا = بدأَهُ كُنْتَ واصفاً إنسانا
جِلَّقُ جَنَّةُ مَن تاهَ وباهَى = ورُباها مُنْيَتِي لولا وَبَاها
قيل لي صِفْ بَرَدَى كوثَرها = قُلْتُ غالٍ بَرَدَاها بِرَدَاهَا
عَيْني لِخَيَالِ زائرٍ مُشْبِهَهُ = قرّتْ فَرَحاً فديتُ مَنْ وَجَّهَهُ
قَدْ وَحَّدُه قلبي وما شَبَّهَهُ = طَرفي فلِذَا في حسنِهِ نَزّهَهُ
أيّ شيءٍ حلوٍ إذا قَلَبُوهُ = بعدَ تصحيفِ بَعْضِهِ كان خِلوَا
كادَ إن زيدَ فيهِ من ليلِ صَبٍّ = ثُلُثَاهُ يُرَى مِنَ الصّبح أضوَا
عرّجْ بطُوَيْلِعٍ فلي ثَمّ هُوَيّ = واذْكُر خَبَرَ الغَرام واسنِدْهُ إليّ
واقْصُصْ قِصَصي عليهِمْ وابك عَلَيّ = قُلْ مات ولم يحظَ من الوَصْلِ بشَيْ
قلتُ لجَزّارْ عَشِقْتُو كَمْ تُشَرِّحْني = ذَبَحْتَني قالَ ذا شُغلي تُوَبِّخُنِي
ومَالْ إليَّ وَبَاسْ رجلي يُرَبّخْني = يُرِيدُ ذَبْحي فينفُخْني لِيَسْلَخنِي
إن جزْتَ بحيّ لي على الأبْرَقِ حيْ = وابلِغْ خَبَري فإنني أُحْسَبُ حيْ
قُلْ ماتَ مُعَنّاكُمْ غراماً وجَوىً = في الحُبّ وما اعتاض عن الرّوح بشَي
سائقَ الأظعانِ يَطوي البيدَ طَيْ = مُنْعِماً عَرِّجْ على كُثْبَانِ طَيْ
وبِذَاتِ الشّيح عنّي إنْ مَرَرْ = تَ بِحَيٍّ من عُرَيْبِ الجِزعِ حَيْ
َهْوَى رَشأً رُشَيْقَ القدّ حُلَيّ = قد حكّمَه الغَرامُ والوَجْدُ عَلَيّ
إن قُلْتُ خُذِ الرّوح يَقُلْ لي عَجَبَاً = ألرّوحُ لنا فهاتِ من عندِك شَيْ
هو الحُبّ فاسلم بالحشا ما الهَوى سهلَ = فما اختارَهُ مُضْنى به وله عقْلُ
وعِشْ خالياً فالحُبّ راحتُهُ عَناً = وأَوّلُهُ سُقْمٌ وآخرُهُ قَتْلُ
صدُّ حمى ظمئي لماكَ لماذا = وهَوَاكَ، قَلبي صارَ مِنهُ جُذاذا
إن كان في تَلَفي رِضَاكَ، صبَابَة = ً، ولكَ البقاءُ وجدتُ فيهِ لذاذا
نَعَمْ، بالصَّبا، قلبي صبا لأحِبّتي؛ = فيا حبّذا ذاكَ الشّذا حينَ هَبّتِ
سرتْ فأسرَّتْ للفؤادِ غديَّة = ً أحاديثَ جيرانِ العُذيبِ، فسرّتِ
إن مُتّ وزارَ تُرْبَتي من أَهْوَى = لبَّيْتُ مناجِياً بغيرِ النَجْوَى
في السر أقول يا تُرى ما صَنَعَتْ = ألحاظُكَ بي وليسَ هَذَا شَكْوَى
ما اسمُ قوتٍ لأهلِهِ = مثلُ طيبٍ تحبُّهُ
قلبُهُ إن جعلتَهُ = أولاً فهو قلبُه
ما اسمٌ بِلا جِسْمٍ يُرى صورَةً = وهْوَ إلى الإِنْسانِ مَحْبوبُهُ
وقلبُهُ تصحيفُهُ صِنْوُهُ = فاعْنَ بِهِ يُعْجِبْكَ ترتيبُهُ
ما اسمُ لِطَيْرٍِ شطُرُهُ بَلْدَةٌ = في الشّرْقِ مِنْ تصحيفها مَشرَبي
وما بَقيِ تَصْحيفُ مقلوِبهِ = مُضَعَّفاً قَوْمٌ مِنَ المَغْرِبِ
اسْمُ الّذي أهواهُ تَصْحيفُهُ = وكُلُّ شَطْرٍ منهُ مقلُوبُ
يوجَدُ في تلكَ إذَنْ قِسْمَةٌ = ضِئزى عياناً وهوَ مكتوبُ
اسمُ الذي تَيّمَنِى حُبُّهُ = تصحيفُ طيرٍ وهوَ مقلوبُ
لَيْسَ منَ العُجْمِ ولكِنّه = إلى اسمهِ في العُرْبِ منسوب
ما اسْمٌ إذا فَتّْشَت شِعري تجِدْ = تصحيفَهُ في الخَطّ مَقلوبَهْ
وهْوَ إذا صَحَّفْتَ ثانيه مِنْ = أنواعِ طَيرٍ غيرِ محْبوبَهْ
أرَجُ النّسيمِ سَرَى مِنَ الزَّوراءِ = سَحَراً فَأَحيا مَيِّتَ الأَحيَاءِ
أَهدى لَنا أَرواحَ نَجدٍ عَرفُهُ = فَالجَوُّ مِنهُ مُعَنبَرُ الأَرجاءِ
لَم أَخشَ وأنتَ ساكِنٌ أَحشائي = إِن أَصبَحَ عَنِّي كُلُّ خِلٍّ نَائي
فالنَّاسُ إِثنانِ وَاحِدٌ أعشَقُهُ = وَالآخَرُ لَم أَحسَبهُ في الأَحياءِ
سَقَتني حُمَيَّا الحُبَّ راحَةَ مُقلَتي = وَكَأسي مُحَيَّا مَن عَنِ الحُسنِ جَلَّتِ
فَأَوهَمتُ صَحبي أنَّ شُربَ شَرابهِم = بهِ سُرَّ سِرِّي في انتِشائي بنَظرَةِ
رُوحي للقاك يا مُناها اشْتَاقَتْ = والأرضُ عليّ كاختيالي ضَاقَتْ
والنفسُ لَقَدْ ذابَتْ غراماً وجوىً = في جنب رضاك في الهوى ما لاقَتْ
ما اسمُ فتىً حرُوفُهُ = تصحيفُها إنْ غُيّرَتْ
في الخَطّ عن ترتيبها = مُقْلَتُهُ إن نَظَرَتْ
قد راحَ رسُولي وكما راحَ أَتَى = باللَّهِ مَتي نَقَضْتُمُ العَهْدَ مَتى
ما ذا ظنِّى بِكُمُ ولا ذَا أَملي = قَد أَدركَ فِيَّ سُؤلَه من شَمِتَا
نَعَمْ بالصَّبا قلبي صبا لأحِبّتِي = فيا حبّذا ذاك الشَّذى حينَ هَبَّتِ
سَرَتْ فأَسرَّتْ للفؤادِ غُدَيَّةً = أحاديثَ جيرانِ العُذيبِ فَسَرَّتِ
أَهْوَى رشَأً كلّ الأَسى لي بَعَثَا = مذ عَايَنَهُ تصبّري ما لَبِثَا
نادَيْتُ وقد فَكّرتُ في خلقَتِهِ = سُبحانك ما خَلقْتَ هذا عَبَثَا
ما بَيْنَ مُعْتَركِ الأحداقِ والمُهَجِ = أنا القَتِيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ
ودّعتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ = عينايَ مِنْ حُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ